الأحد، 30 نوفمبر 2008

المكتبة ودورها في التشجيع على القراءة

المكتبة تسعى إلى تقديم مواد القراءة التي تساند المناهج والقراءات الترفيهية والترويحية وكذلك القراءات التثقيفية للطلاب والمدرسين وتعمل على تشجيع الطلاب على القراءة الحرة وغرس وتنمية عادة القراءة والاطلاع لديهم والاستعانة بالكتب المختلفة والحرص علي تكوين مكتبات شخصية يوجد بها الأوعية التي يفضلونها وتستحوذ علي اهتماماتهم المختلفة وكذلك إكساب الطلاب مهارات التعلم الذاتي والتفكير العلمي والتفكير الابتكارى.

وتعتبر المكتبة كذلك مركزا للإشعاع الثقافي فهي لها أكبر الأثر في تشجيع الطلاب على القراءة، واقتناء الكتب حيث أن النظام التعليمي أصبح لا يقف عند حد التعليم وتلقين قدر معين من المعلومات وإنما امتد ليشمل تعليم الطلاب البحث والاطلاع و إضافة معلومات أخرى خارج المناهج الدراسية وليس الاعتماد على المنهج وحده ، والمكتبة المدرسية هي الأساس لأنها أكثر أنواع المكتبات عددا و أوسعها انتشارا والمواطن يتعامل مع المكتبة المدرسية في أهم مراحل تكوينه ومن ثم فانه يمكن للعادات والقيم والخبرات المكتسبة من التعامل مع هذه المكتبة أن تصاحب الفرد في جميع مراحل حياته ومن مجموع الأفراد يتكون المجتمع ووظيفة المكتبة المدرسية وظيفة هامة و أساسية إذ إنها تعمل على انسجام وتكيف الطالب أو التلميذ في الإطار الثقافي العام كما تساعده على القيام بنشاطاته المختلفة كفرد في تلك المدرسة ، كما أنها تعمل على تنمية شخصية التليمذ الخلاقة وتنمية فكره النقدي البناء، بحيث يتمكن عن وعى وبالتعاون مع أبناء مجتمعه من الإسهام في تطوير مجتمعه بدءا من دائرة أسرته إلى دائرة وطنه الكبير، وكذلك تعمل المكتبة المدرسية على إعداد المواطن إعدادا سليما للاندماج النشيط في حياة المجتمع بتزويده بأساسيات التعليم والثقافة ، وهى تعمل على خلق جيل جديد يؤمن بالثقافة ويسير في ظلالها وركبها ،وهى تعمل مكملة للعملية التعليمية وهى حلقة وصل بين البيت والمجتمع والمدرسة.

ويجب التأكيد والاعتراف بدور المكتبة في التشجيع على القراءة واقتناء الكتب ويرجع ذلك لأن دور المكتبة المدرسية يأتى بعد دور المنزل والمدرسين حيث أنها أول ما يقابل القارئ في حياته من أنواع المكتبات وسوف تتوقف علاقته بأنواع المكتبات الأخرى على مدى تأثره ،وانطباعه عنها ، وعلى ما يكتسبه من مهارات في التعامل مع مصادر المعلومات المختلفة ، لتحقيق مختلف الأغراض التعليمية والثقافية والبحثية بل والترفيهية أيضا فإذا قام المنزل بدوره في تأسيس مكتبة شخصية تضم أوعية معلومات مختلفة تتناسب مع جميع المراحل العمرية والتعليمية لأبنائهم فإن المدرسين يساعدون ، ويرشدون الطلاب إلى القراءة وإلى عمل أبحاث مختلفة بالاستعانة بالكتب والأوعية المختلفة . ومن ثم تنمية عادة القراءة لديهم . أما عن المكتبة المدرسية فلها دور فعال ومؤثر في التشجيع على القراءة في الموضوعات المختلفة وتنمية القدرة على التعلم من الكتب بلا مدرس وتنمية شهية الطالب من النواحي العلمية والاجتماعية والثقافية حيث تدعم قدرة التلميذ على القراءة ، كما أنها تسهم إسهاما مباشرا في تزويد التلاميذ بالقيم والسلوكيات والأخلاق العامة بما تدبره من مجموعات ومقتنيات وقراءات ومشروعات وعمل جماعي وكذلك فإنها تخلق عند التلميذ حب الكتب والقراءة في تلك المرحلة المبكرة من حياته ومن ثم يشب على الاهتمام بالقراءة والتعليم الذاتي وممارسة الهوايات النافعة ويكون مجتمع المستقبل القارئ المثقف .

المكتبات العامة في عصر الانترنت

ما زالت المكتبات العامة والمهنيون الذين يعملون فيها تقوم بأدوار رئيسية في مساعدة الناس على خوض غمار الكم الهائل من المعلومات المتوفرة لهم الآن عبر الإنترنت للوصول إلى ما يحتاجونه منها.

موريس جاي (ميتش) فريدمان، رئيس سابق لجمعية المكتبات الأميركية ومدير متقاعد لنظام المكتبات في مقاطعة وستشستر، بولاية نيويورك

لقد وقف مستشرفو المستقبل وكتّاب افتتاحيات الصحف وأعداد لا تحصى من الناس غيرهم على أهبة الاستعداد منذ سنوات لنعي المكتبات العامة وتأبينها، مجادلين بأن الإنترنت سوف تلغي الحاجة إلى المكتبات، وحتى إلى الكتب. لكن من يزور المكتبات العامة في الولايات المتحدة يجد أن الأقبال على استخدامها يزداد عاماً بعد عام. وقد أدت شبكة الإنترنت إلى تحقيق زيادات مثيرة في توزيع جميع الخدمات والمواد الإعلامية التي تؤمنها المكتبات العامة بطرق توسع استعمال هذه الخدمات بحيث يتجاوز الطوب والإسمنت الذي تتشكل منه جدران المكتبات.

وقد استوعبت المكتبات العامة استعمال التكنولوجيات ووسائل الإعلام الجديدة ووظفتها وروجت لاستعمالها لدى ظهورها خلال المئة والخمسين سنة الماضية. وقد جلبت شبكة الإنترنت وإمكانيات الوصول التي تؤمنها إلى عالم من المعلومات، جلبت معها تكنولوجيا ووسيلة للمكتبات العامة تختلف نوعياً عن التكنولوجيات والوسائل التي سبقتها. فكمية المعلومات التي يمكن الوصول إليها عبر الإنترنت أصبحت هائلة لدرجة أنها تحقق تغيراً نوعياً في ما تقدمه المكتبات العامة من معلومات.

أولاً، تُمكّن شبكة الإنترنت المكتبات العامة من تقديم خدمات إعلامية وإمكانيات وصول إلى المواد 24 ساعة في اليوم على مدى 7 أيام (24/7) في الأسبوع. ويمكن الآن للذين يملكون قدرة التصفح على الإنترنت، إما في المنزل أو أي مكان آخر، مراجعة الكتالوغ المنشور على الإنترنت الذي يدرج موجودات المكتبة، ثم حجز الكتب التي يودون استعارتها، أو تجديد فترة استعارة الكتب التي لديهم المستحقة للإعادة، أو التي تأخروا عن موعد إعادتها. ويشكل كل هذا جزءاً من الوظائف التي تقوم بها الأنظمة المتكاملة للمكتبات العامة والتي تتوفر للناس عبر الإنترنت على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع.

وللقدرة على حجز الكتب عبر شبكة الإنترنت جاذبية خاصة بالنسبة للزبائن الموصولين بالشبكة. وقد لاحظت معظم المكتبات العامة ازدياد أعداد الحجوزات التي تجري عبر الشبكة الإلكترونية بمقدار ضعفين أو ثلاثة أضعاف بالمقارنة مع الأنظمة اليدوية السابقة التي تستوجب تعبئة استمارة ورقية. وقد لاحظت أنظمة المكتبات العامة التعاونية في مقاطعة وستشستر، بولاية نيويورك، التي تخدم منطقة ضاحية كبرى تحيط بمدينة نيويورك زيادة في عدد حجوزات الكتب من 4 آلاف حجز شهري باستمارة ورقية في العام 1999 إلى أكثر من 93 ألف حجز شهرياً خلال العام 2005. وقد تسنّى ذلك بسبب تمكن سكان المنازل التي توجد فيها آلات كمبيوتر في المنطقة من الوصول، في أي وقت كان، إلى نظام كتالوغ المكتبات المنشور على الإنترنت.

وقد عزز الكتالوغ الإلكتروني المتوفر حالياً وظيفة البحث عن البيانات واسترجاعها بشكل كبير، فزاد بذلك من قدرة الناس على الوصول إلى مجموعات الكتب. ورغم التنبؤات الخاصة بزوال الكتب والمواد المطبوعة الأخرى، وجدت المكتبة العامة في وستشستر أن 30 بالمئة من حجوزات الكتب كانت طلبات لكتب نشرت قبل العام 1990. وقال أمناء المكتبات العامة إن الكتب التي لم يتم تداولها منذ سنوات، وأحياناً منذ عقود، أصبحت الآن تختفي عن الرفوف بسبب عثور متصفحي كتالوغات المكتبة على الإنترنت على جواهر أدبية صدرت في الماضي كان من الممكن أن يظلوا جاهلين لوجودها لولا هذا الكتالوغ. وهذه هي الطريقة التي تقدم عبرها التكنولوجيا الجديدة مساعدة كبيرة في الخدمات التقليدية للمكتبات العامة، فتزيد من مواكبتها لعصر التكنولوجيا الجديدة وبقائها ذات شأن فيه.

وقد ساعدت تطبيقات عديدة للتكنولوجيات ووسائل الإعلام الجديدة في تحسين الخدمات التقليدية علاوة على إدخالها خدمات جديدة تتميز بها الوسيلة الإلكترونية.

كانت الخدمة الأولى التي أتاحت التكنولوجيا الجديدة للمكتبات العامة تقديمها هي إتاحة الوصول إلى الإنترنت. ويوفر أكثر من 90 بالمئة من المكتبات العامة الأميركية للمواطنين إمكانية الوصول إلى الإنترنت. فرغم توفر إمكانية الدخول إلى شبكة الإنترنت على نطاق واسع في المنازل والشركات التجارية، يختار الناس لأسباب متنوعة الذهاب إلى المكتبة العامة لاستخدام الإنترنت وزيارة المواقع الإلكترونية المختلفة، ولإرسال البريد الإلكتروني أو الإجابة عليه، وحيث يسمح بذلك، لتبادل الأحاديث الإلكترونية مع الآخرين.

وقد أدى ذلك على الفور إلى توفير خدمة حيوية بالنسبة لتحقيق استمرار دعم دافعي الضرائب للمكتبات العامة. وبسبب الهواجس، وبالأخص فيما يخص مأمونية الإنترنت بالنسبة للأولاد، تقدم المكتبات العامة دورات تدريبية للوالدين والألواد وغيرهم على كيفية الاستعمال "الآمن" للإنترنت. وبالإضافة إلى ذلك، تستخدم مكتبات عامة عديدة مواقعها على الإنترنت لتوجيه الوالدين وأبنائهم إلى مواقع أخرى مناسبة للأطفال بوجه خاص. وقد كان تعليم الوالدين والأطفال بأسلوب تفاعلي المقاربة المفضلة لدى المكتبات العامة للتعامل مع هواجس السلامة بدلاً من الترويج لاستعمال المرشحات وتشجيع أشكال أخرى من القيود أو الرقابة.

كما استغل الكثير من المكتبات العامة التكنولوجيا وإمانية استخدام الإنترنت على مدار الساعة في كل يوم من أيام الأسبوع لتقديم خدمات مرجعية عبر البريد الإلكتروني والمحادثة على الخط. ويفضل الكثير من المستعملين إرسال استفساراتهم عبر البريد الإلكتروني بدلاً من الاستفسار عبر الهاتف الذي قد يفرض الانتظار على الخط لفترة طويلة.

تقدم المكتبات العامة مصادر مرجعية على شبكة الإنترنت (أو ثبت مراجع إلكترونية)، وهي خدمة رائعة بشكل خاص وذات تأثير كبير. كما توفر المكتبات العامة أيضاً قوائماً قيّمة مع شروحات حول مواقع الشبكة المتصلة بها مرتبة حسب المواضيع لاستعمال الناس ذوي الأعمار والاهتمامات المختلفة. ويقوم أمناء مكتبات محترفون بالتحقق من هذه القوائم وجمعها وتصنيفها، ويؤمنون صحتها، ودقتها، وتقديمها في الوقت المناسب، وهي جميعاً أمور لا يمكن ضمانها في النتائج التي تقدمها محركات البحث التجارية.

بقيت مكتبة مدينة نيويورك العامة، والتي تخدم كل من مناطق البرونكس ومانهاتن وستاتن آيلاند، رائدة لمدة تزيد بكثير عن قرن كامل في مجال خدمة الأطفال. وتؤمن المكتبة الوصول على صفحتها الخاصة بالأطفال على الإنترنت، "أون لايون فور كيدز" [http://kids.nypl.org/],مقدمة لوائح كتب مثل "الكتب المصورة التي ينبغي أن يعرفها الجميع" (تمت مراجعتها مؤخرا) و"100 كتاب مفضل لدى الأطفال". وتصل هذه القوائم الإلكترونية إلى عدد من الناس يفوق كثيراً عدد الذين تصلهم قوائم المكتبة المطبوعة.

ويقدم مهنيون في موارد المعلومات توجيهاً إضافياً إلى الأهل والأولاد الذين يبحثون عن مواد منابة على موقع الويب. وتشتمل قوائم الخيارات المتدلية في أعلى الصفحة المخصصة للأولاد على موارد تتعلق بالعلوم والتكنولوجيا، والفنون والألعاب، والأحداث في المكتبات الفرعية التابعة لها، والمطالعة والكتب، والناس والأماكن، والرياضة، والعطل والاحتفالات، وأمور أخرى.

كما يمكن لمستخدمي المكتبات العامة الوصول إلى قواعد البيانات التجارية والاطلاع على نصوصها الكاملة. وبواسطة هذه الأدوات تُسلّم، على سبيل المثال، المكتبة العامة في نيويورك الآلاف من المجلات الدورية وملايين المقالات إلى منازل مستعملي الموقع. [http://www.nypl.org/databases/]. وهكذا نجد أنه في المكتبات العامة الكبيرة والصغيرة، تتيح قواعد البيانات الوصول إلى النشرات الدورية والمطبوعات الأخرى التي كانت المكتبات ستضطر لولا ذلك إلى شرائها لفائدة زبائنها.

وقد اشترت ولايات أميركية كثيرة امتيازات تمنحها حق استخدام قواعد بيانات معينة فضمنت بذلك توفيرها لجميع المواطنين على مواقعها على الإنترنت. ويعني ذلك أن قاعدة بيانات مستأجرة تحوي 3 آلاف مجلة دورية تصبح متوفرة مجاناً لمجموعة سكانية صغيرة لا تستطيع مكتبتها العامة دفع رسوم الاشتراك في أكثر من 50 نشرة مطبوعة. وتشجع الآن جميع المكتبات العامة في نيويورك وفي ولايات أخرى عديدة الوصول إلى النسخ الإلكترونية لآلاف النشرات والمجلات الدورية التي تزيد بصورة أسّية كمية المعلومات التي تؤمن المكتبات العامة الوصول إليها مجاناً لمستعمليها 24 ساعة في اليوم وسبعة أيام في الأسبوع.

وتبرز جميع الخدمات التي سبق ذكرها كيفية قيام الإنترنت بزيادة أهمية المكتبات العامة لمستخدميها وزيادة الإقبال على استعمال خدمات المكتبات العامة.

فالمكتبات العامة تزدهر وتلبي احتياجات مستعمليها إلى المعلومات نتيجة لوجود الإنترنت.

الوصول إلى الإنترنت:تقصد أعداد كبيرة من الناس المكتبات العامة لاستخدام الإنترنت بحيث يزيد عددهم كثيراً عن عدد أجهزة الكمبيوتر المتوفرة فيها، على العكس مما يعتقد بأن لدى كل شخص تقريباً جهاز كمبيوتر في المنزل وقدرة على الوصول إلى الإنترنت. ويبدو أنه لا تتوفر أبداً كمية كافية من الكمبيوترات في فترة ذروة إقبال الناس على المكتبات طلباً لها أو حتى في أوقات أخرى.

المتقدمون في السن: يُشكّل المتقدمون في السن فئة تكثر من استخدام الإنترنت في المكتبات العامة. والواقع هو أن الفكرة القائلة إن المتقدمين في السن لا يمكنهم التكيف مع التغيير ويخشون استعمال الكومبيوترات ما هي إلا انطباع خاطئ يدحضه إقبال أعداد كبيرة من كبار السن على استخدام الإنترنت لتبادل الرسائل الإلكترونية مع أولادهم وأحفادهم وأقاربهم وأصدقائهم؛ وللبحث عن المعلومات المتعلقة بالبرامج الصحية والرعاية الاجتماعية؛ واستكشاف كل الأمور الأخرى التي تثير اهتمامهم. وهم يقومون بكل ذلك عادة في المكتبات العامة المحلية.

الفروض المنزلية: تعاقدت مكتبات عامة عديدة، واتحادات مكتبات عامة، وحتى ولايات مع موقع الإنترنت[http://www.tutor.com] لتوفير المساعدة للطلاب على الإنترنت لإنجاز فروضهم المنزلية ومساعدتهم في المشاريع المدرسية. ويشكل واقع كون المدرسين على الإنترنت هم أنفسهم الأساتذة الفعليين في المدارس جزءاً مما يجعل هذه الخدمة قيّمة إلى هذا الحد.

الكمبيوترات المحمولة: مركز مكتبة البرونكس هو واحد من المكتبات العامة العديدة التي تعير الكمبيوترات المحمولة إلى المستعلمين لاستخدامها داخل المكتبة العامة. ولجميع الكمبيوترات المحمولة توصيلات لاسلكية بالشبكة ضمن المكتبة بحيث تمكن الناس من استعمال الإنترنت لعدد من التطبيقات المتنوعة. ولدى هذه المكتبات أيضاً برامج للكمبيوتر المصغّر.

التصفح: تمنح كتالوغات المكتبة العامة الموجودة على الإنترنت المستعملين فرصة مراجعة الأغلفة الخارجية للكتب، وجداول المحتويات، والفصل الأول أو أحد الفصول النموذجية فيها ، كما تتيح لهم الاطلاع على المراجعات الصادرة حول الآلاف من الكتب. ويستطيع المستعملون الآن الحصول على كمية كبيرة من المعلومات حول الكتب التي قد يستعيرونها دون الحاجة لحضورهم إلى المكتبة أو تصفح هذه الكتب يدويا قبل استعارتها.

مراجعات منشورة على الإنترنت:أطلقت بعض المكتبات العامة مراجعات متخصصة للكتب على الإنترنت. فعلى سبيل المثال، أضافت حديثاً المكتبة العامة في أوسينينغ، بولاية نيويورك، إلى موقعها على الإنترنت صفحة مراجعات أوسينينغ للكتب [http://www.ossininglibrary.org/bob/default.aspx], وهي بمثابة دليل إلكتروني جديد على الإنترنت للمؤلفات المعاصرة يشترك في وضعه كتّاب ومراجعون محليون بارزون. ويتضمن الموقع توصيات بكتب وضعها كتاب تربطهم صلات بأوسينينغ كما يوفر لساكنها فرصة نشر تعليقاتهم أو مراجعاتهم الشخصية للكتب.

لقد أصبح للمكتبات العامة دور تلعبه اليوم أكثر من أي وقت مضى في حياة من حالفهم الحظ إلى حد توفر التكنولوجيات ووسائل الإعلام الجديدة في منازلهم. أما من لا يملكونها، فإن أجهزة الكمبيوتر وثروة أخرى من الخدمات تنتظرهم في المكتبة العامة. وقد حافظت المكتبات العامة، من خلال استعمال وسيلة إعلامية تنتمي إلى القرن الجديد على مكانتها التقليدية كمركز اجتماعي، ومكان للتجمع، وبكل بساطة كمكان جميل يمكن التمتع فيه بالمعرفة والمعلومات وتبادلها.

تعريف المكتبات العامة واهميتها

تعريف المكتبة العامة : هي التي تقدم خدماتها بالمجان لجميع فئات المستفيدين بدون تمييز ، وهي تقدم خدماتها لجميع الأعمار .
الأهداف العامة للمكتبة : نشر الثقافة ، والوعي الفكري في جميع اتجاهاته الإيجابية، وتنويع مصادر معرفته لدى المواطن العادي والموظف والتلميذ صغيراً أو كبيرا على مستوى المنطقة أو المحافظة أو المركز .
الفهرسة والتصنيف : ويطبق نظام التصنيف في معظم المكتبات العامة عن طريق اختيار رقم التصنيف من جداول تصنيف ديوي العشري المعدل ووضعها على كعب الكتاب . وذلك يسهل على مرتادي المكتبة سرعة الوصل إلى الكتاب بكل يسر وسهولة . الخدمات التي تقدمها المكتبة العامة
1) تنظيم المواد للاستخدام بواسطة إعداد وتصنيف الكتب وترتيبها على الرفوف وإتباع إجراءات استعارة الكتب بحيث تلائم هذه الإجراءات الجمهور العام المستخدم للمكتبة .
2) الاهتمام بعقد المحاضرات العامة والندوات وجماعات مناقشة الكتب والأفلام بالإضافة إلى عرض الأفلام والبرامج ، أي أن تتبع المكتبة كل الأساليب التي من شأنها تحقيق اللقاء المباشر بين الكتاب والمعلومات والجمهور العام.
3 ) إعداد معارض للكتب في موضوعات معينة أو حسب مناسبات وطنية او اجتماعية أو غيرها وكذلك تحديد ساعات للقصة .
أهمية المكتبات العامة : ا لمكتبة العامة مؤسسة ثقافية وتثقيفية يحفظ فيها التراث الثقافي والإنساني الحضاري وتعمل على تربية جيل مثقف وواع قادر على تحمل المسؤولية في المستقبل من خلال انسجام الفرد في الإطار الثقافي العام انسجاما ً يؤدي إلى تكيفه وإلى حسن قيامه بنشاطاته المختلفة وتعتبر المكتبة العامة من المؤسسات المهمة التي أنشأتها الدولة لتتولى المساهمة فى تربية وتعلم وتثقيف الشباب والأطفال وإثراء فكر الباحثين فهي جهة التنمية الثقافية بمعناها العام .
ومن هذا المنطلق تكون أهمية المكتبات العامة علي النحو التالي :
أولا ً : ـ حلقة الوصل في نقل التراث الثقافي إلي المجتمع الذي توجد فيه .فمع ازدياد وسائل المعرفة اصبح من الصعب على الإنسان أن ينقل ثقافته من جيل إلى جيل فكان لابد من إنشاء مؤسسة تؤدي هذه الهمة .
ثانيا: ـ تؤدي المكتبات العامة دوراً رائداً في نشر الوعي الثقافي بين أفراد وذلك عن طريق ما تحويه من كتب ومجلات ومراجع تعين على كسب المجتمع العلم والمعرفة والخبرة وتمكن الباحثين والطلاب من الوصول إلى مصادر الفكر والثقافة ..
ثالثا ً : تقوم المكتبات العامة بتقديم الثقافة للمجتمع وذلك من خلال التصنيفوالإعداد والترتيب بشكل متدرج يتناسب مع المستويات والفئات الفكرية .
رابعاً : ـ تتولى التصدي للمشكلات الاجتماعية والثقافية بعرضها وإتاحة الفرصة لها لفئات المجتمع المختلفة للمساهمة في حلها وذلك من خلال الندوات والمحاضرات .
خامسا ً : تعمل على أن تعوّد فئات المجتمع المختلفة وخاصة الأطفال منهم على التمتع بأوقات فراغهم والشعور بالسعادة وذلك بتدريبهم على ارتياد المكتبة واستعمال الكتب لإكسابهم خبرات تعينهم بعد تخرجهم من المدارس على البحث والإطلاع .

المكتبات العامة

المكتبة العامة مؤسسة ثقافية واجتماعية لا غنى عنها، لذلك تسمى جامعات الشعوب، فهي مكتبة المجتمع كله، تمتد خدماتها إلى جميع فئاته دون تمييز. وقد أشار بيان المكتبة العامة الرسمي الذي صدر عن اليونسكو إلى تزايد أثر المكتبة العامة في المجتمع الذي ظهر في كثير من الصيغ، منها تكوين عادة القراءة لدى الإنسان في سن مبكرة وتنميتها، وتحفيز التخيل والإبداع، والحض على معرفة التراث الثقافي، وتقدير الفنون، والإسهام في برامج محو الأمية، وتشجيع الحوار بين الثقافات، وتأييد التنوع الثقافي. ويمكن حصر وظائف المكتبة العامة في أهداف أربعة، هي: هدف تربوي تعليمي يظهر في توفير الوسائل المتعددة المعينة على التعليم الذاتي. هدف معلوماتي يتمثل في إيصال المعلومة الدقيقة بأيسر سبيل، وأقل جهد، وأسرع وقت. هدف ثقافي تكون المكتبة بموجبه مركزا ثقافيا رئيسا فاعلا في المجتمع. هدف ترويحي تسهم المكتبة بموجبه في استثمار الوقت بما يعود على الفرد والمجتمع بالنفع والمتعة. وتأسيسا على تزايد أهمية المكتبات العامة بصفتها مراكز معلومات لا غنى للمجتمع عنها في هذا العصر الذي سمي بحق عصر المعلومات، ولكون المكتبات العامة في المملكة تمر في هذا الوقت بمرحلة انتقالية حيث صدر قرار مجلس الوزراء بنقل تبعية المكتبات العامة من وزارة التربية والتعليم إلى وزارة الثقافة والإعلام حرصت جامعة الملك سعود ممثلة في قسم علوم المكتبات والمعلومات في كلية الآداب على أن يتم هذا التحول بسهولة ويسر وأن تتيح المجال للاختصاصيين وأفراد المجتمع الذي توجه المكتبة العامة خدماتها إليهم للنظر في واجبات المكتبة العامة وما يتوقعه المجتمع منها من خدمات، ومعرفة التحديات التي تواجهها المكتبة العامة، واستشراف آفاق المستقبل حتى يتسنى لها أن تقوم بواجباتها في الارتقاء بالمواطن وتثقيفه. وقد رأت الجامعة عقد ندوة (المكتبات العامة في المملكة: تحديات الواقع وتطلعات المستقبل) خلال المدة من 24 ربيع الأول 1426هـ إلى 25 منه الموافق من 3 مايو 2005م إلى 4 منه، إحساسا بالحاجة الماسة الناجزة إلى تطوير هذا القطاع المعرفي المهم، خاصة أنه يعد ـ بالإضافة إلى المكتبات المدرسية ـ أقل أنواع المكتبات تطورا، وأنه في حاجة إلى جهود نوعية مكثفة للنهوض به سعيا وراء تحقيق أمن المجتمع الثقافي.